رواية

سوف يتم نشر رواية "البحر الهائج" ورواية "من فضلك إعدل الصورة" ورواية "المصير" قريبــــــــــــــــــــــــــــــاً  


الرواية الاولى من فضلك إعدل الصورة هى الرواية  الوحيدة من رواياتى التى دخلت فيها اللهجة العامية ولعبت فيها دوراً كبير ( كتبت عام 2009/2008) وهى تتكون من ثلاثة اجزاء ليلة مؤلمة جداً ، عودة سمر ، أبداً لن نضيع .


              من فضلك إعدل الصورة







   




   الجزء الاول
                                       ليلة مؤلمة جداً


 مقـــدمة
       عندما تتصارع الأفيال 
      فإنالعشب هو الضحــية




من فضلك إعدل الصورة، الصورة مش معدولة ، بص ، دقق ، إتحقق الحقيقة فى الصورة ، دا مش خيال ولا رواية ولا لعبة مكسورة دى حكاية طفل نفسه مكسورة ، وحيد لكن مش لوحده فى بيته آه لكن مش واخد مساحته فى يوم هيخرج يدور فى مكان تانى على راحته، الطفل نفسه مكسورة بإدينا نغير الصورة لما نكون مع ولادنا فى أحسن صورة نتكلم ، نسمع ، نتحاور تبقى قلوب أطفالنا بالحب والحنان مغمورة تبقى حياتنا فى أحسن صورة ( من التلفاز) .

فى منتصف الليل دق جرس تليفون بقسم الشرطة بهذا الحى الراقي من إمرأة يبدو فى صوتها الزعر تفيد بأن أطفال الشوارع قد أقتحموا قصرها، وعلى الفور توجهت سيارة الشرطة إلى المكان المحدد فوجدوا مجموعة كبيرة من الأطفال يحمل كل منهم مجموعة من الجواهر الثمينة والأموال وفور دخول رجال الشرطة صرخت الأم أثناء نزولها مسرعةعلى السلم قائلة: هما دول.

فتقدم رجال الشرطة نحوهم فتفرقوا الأطفال مسرعين فى نواحى القصر متجهين ناحية النوافذ للفرار، ولكن تمكن رجال الشرطة من القبض عليهم حيث كانوا بانتظارهم عند النوافذ وعند أى مخرج.

وخرج على أثر هذه الضوضاء طفلى هذه المرأة فنادت أحدى أطفال الشوارع مستغيثة : سمر . سمر .
 فجرت سمر ابنة هذه المرأة نحو هذه الطفلة وهى تنادى بإسمها: ياسمين. ثم جرى عمر هو الأخر نحوهم وألحقت الأم بهم وأمسكت بسمر.

فأخذت سمر تصرخ لتحاول الإفلات من والدتها وعندما لم تتمكن من الإفلات فدفعت والدتها للخلف صارخة: سيبيني – سيبيني.
 ولكن الأم امسكت بها أكثر وأكثر حتى أنطلقت سيارة الشرطة.
وضع عمر يده على رأسه مستنداً على الحائط وهو يضرب بقبضة يده اليسرى الحائط وهو يبكى وانهارت سمر من البكاء حتى وقعت مغشية عليها فصرخت الأم طالبة الإسعاف.

ونقلت سمر إلى المستشفى ودخلت حجرة العناية المركزة وعمر والأب والأم إنتظروا بالخارج ثم خرج الطبيب وقال: لقد حدث لها إنهيار عصبي حاد أدى إلى شلل فى الحركة والنطق وستظل تحت الملاحظة لمدة لا تقل عن أربع وعشرون ساعة وأتمنى ألا تحدث مضاعفات.
ثم عاد إلى حجرة العناية المركزة ثانية.
الأب: أنتى السبب أنتي السبب فى كل اللى حصل.
الأم: أنا وألا أنت السبب أنت بتقول إيه دأنا لماك من الشوارع وبعد كده تروح تتجوز عليا وتقول سفرية شغل أنت فاكرني نايمة على ودانى.
الأب: أنتى عايزة تضيعي مني بنتي زي ما ضيعتي بنتك الأولنية.
الأم: بنتك هى بنتي أزاي تتهمني بكده، أنت من المفروض تبوس أيدك وش وضهر أنى رضيت أتجوزك يا جربوع أنت ناسي أصلك وألا إيه؟
(فخرجت الممرضة).
الممرضة: يا جماعة حرام عليكم الإزعاج هيسبب للحالة مضاعفات.
ثم دخلت ثانية ولكل كلاهما تجاهل كلام الممرضة وإستمروا فى الشجار.
الأب: مش ناسي أصلي يا بنت الأصول انا على الأقل كنت عامل بوستا محترم إنما أنتي اللى هربتي من اهلك وأتجوزتي عرفي من واحد سابك وسافر أمريكا ولما عرفتي أنه أتجوز هناك علشان ياخد الجنسية قطعتي ورقة الجواز العرفي وبعتيها له فى جواب ولما اكتشفت إنك حامل منه بعد ما قطعتي ورقة الجواز أتحيلتي عليا أنتى وأهلك أنى أتجوزك واستر عليكي وتدونى فلوس وبعد ما خلفتي رميتوا بنتك فى الشارع وانا وافقت إني أتجوزك علشان صعبتي عليا.
الأم: صعبت عليك مين. ما يصعبش عليك غالى ، أنت ما وافقتش إلا علشان الفلوس اللى لهفتها إلا تعالى قولى هنا أنت كنت بتقرأ الجوبات اللى بأبعتها وتقولى عامل بوستا محترم، محترم مين يا أبو محترم أنت.
وأثناء تلك المشاحنة كان يدور بعقل سمر الباطن أو اللاشعور ذكريات قديمة بدءاً من إن كانت تقاسم عمر نصيبها من الحلوى والشيكولاته ومصروفها اليومي عندما كانت تحرمه والدته منه عندما يتحدث ويلهو مع البواب أو الفلاح أو الخدم لأنهم ليسوا فى مستواهم الاجتماعي أو عندما يتجاوز المواعيد والضوابط التى وضعتها هى لهم دون مراعاة لرغباتهم أو مشاعرهم.
سمر: عمر متسبنيش وتهرب للشارع، مش هقدر على الحياة هنا من غيرك، هنهرب مع بعض للشارع هأعيش معاك فى الشارع مش هأقدر أتحمل أمى وحدى هنهرب سوا للشارع يلا يا عمر من هنا.
عمر: مأقدرش يا سمر مأقدرش.
سمر: أنت لسه بتقول هنهرب للشارع ونسيب القصر دا، ونعيش حياتنا على راحتنا ونتفك من القرف ده.
عمر: أنتى مش هتهربي للشارع يا سمر، أنتى هتعيشي هنا فى القصر، وأسمحى لى دلوقتى أنى أودعك علشان ممكن مأشوفكيش تانى.
سمر: متكنش أناني يا عمر، إحنا لنهرب سوا لنعيش هنا سوا.
عمر: أنا مش أنانى يا سمر، أنا خايف عليكي.
فالتفتت سمر برأسها بعيداً عن عمر.
عمر: صدقيني يا سمر خايف عليكى، أيوه خايف عليكى انتى أختى ومن حقي اخاف عليكي.
سمر: خايف عليا من إيه؟
عمر: الحياة فى الشارع قاسية جداً.
سمر: يا راجل!
عمر: أبسط حاجة أهى، قوليلى كده هنعيش فين فى البرد ده وهنصرف منين وأكيد أنتٍ شفتى وأحنا رايحين المدرسة أو وإحنا راجعين منها أو فى رحلة من اللى عدوا أزاي كانت الناس بتعامل الأطفال.
سمر: قول لنفسك بقى.
عمر: أنا ولد.
سمر: مفيش فرق بين ولد وبنت.
عمر: لأ فيه.
سمر: لأ مفيش.
عمر: لأ فيه.
سمر: لأ مفيش.
سمر: الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.
عمر: أيوه لا يفسد فى الود قضية بس دى مسألة حياة او موت.
سمر: انا بأقول هأهرب معاك يا عمر.
فجرى عمر ومعه حقيبتة وترك سمر وخرج من بوابة القصر فأمسكه البواب وأعاده للقصر ثانية فأصطنع عمر أي سبب ليخرج فقال له البواب: أن أوامر والدتك هكذا.
عمر: أستريحتى كده أهو شافك وأنت بتجرى ورايا وتنادى عليا.
سمر: أيوه كده أستريحت.
عمر: ماشى. ماشى يا سمر.
ومع سكون الليل وهدوء البشر كانت اللحظة الحاسمة التى ينتظرها عمر ليهرب.
وأثناء ذلك كان عمر يتذكر الآتي:
وعلى الفور أخذ عمر حقيبته وتوجه إلى سور القصر بخطوات مسرعة دون أى صوت حتى لا يشعر به أحد وقبل أن يهرب دخل حجرة سمر وأقترب منها وقبل رأسها وهى نائمة.
عمر: وداعاً يا سمر.
 ثم خرج وبعد ذلك ألقى بحقيبته من فوق سور الحديقة ثم وضع السلم الخشبي على السور وتسلقه ثم قفز من فوق السور وحمل حقيبته وجرى مسرعاً وهو لا يعرف إلى أين سيذهب وظل سائراً فى طريقه حتى وجد نفسه من منطقة نائية ورأى هناك أطفال لا حصر لهم ينامون تحت الكبارى وعلى الأرصفة وهم يرتعدون من شدة البرد ولا يجدون شيئاً يحميهم من هذا البرد إلا ملابسهم القذرة الممزقة والخرق القديمة التى يجدونها بالقمامة وينامون وسط أكوام من القمامة متجمعين عليها هما والذباب بل والكلاب أيضاً سواء. وقف عمر لحظة ينظر إليهم فرأى طفلا فى الثامنة من عمره يتشاجر مع كلب بسبب قطعة من الخبز وجدها الكلب وسط القمامة أختطفها الطفل من الكلب فتشاجر الكلب مع الطفل وفى النهاية فاز الطفل بقطعة الخبز ولكن الكلب جرى وراء الطفل وعضه فصرخ الطفل وهو يلتهم قطعة الخبز وأنتهز طفل أخر فرصة صراخ الطفل وأختطف قطعة الخبز من فمه وجرى بعيداً فأمسك له الطفل بزجاجة مكسورة وجرى وراء الطفل الذى أختطف منه قطعة الخبز وضربه فى زراعه أو (رشق الزجاجة بزراعه) وأخذ منه قطعة الخبز وإلتهمها، فسار عمر مبتعداً عن هذا المكان باحثاً عن مكان آخر حيث وجد الأطفال البعض منهم يتشاجر ومنهم من يتعاطى المخدرات ومنهم من يجلس مريضاً لا يقوى على الحركة فترك عمر المكان وشرع يبحث عن أخر وفى أخر الأمر استقرت قدميه فى مكان خالى من أى شخص ونام فيه وعندما أستيقظ وجد المكان قد امتلأ بالبشر ولم يجد حقيبته بجانبه فجرى وسط البشر كالمجنون باحثا عن حقيبته حتى وجد كراسة رسمه وألوانه ملقاه بعيداً عنه ولم يجد الحقيبة فعرف أن من سرق الحقيبة قد ألقى بهم فى الشارع، فأخذهم ووضعهم فى جيب الجاكت وعاش عمر أياماً صعبة حيث لم يجد ما يحميه من البرد أو حتى ما يأكله بعد أن سرقت حقيبته بكل ما فيها، وفى أحد الأيام أثناء جلوسه واضعاً رأسه بين فخذيه سمع صوت يقول له: الشنطة اللى كانت معاك سارقها وألا.
فرفع عمر رأسه ونظر للرجل الذى قال له ذلك.
عمر: يبقى إنت اللى سرقتها.
الرجل: رد على سؤالى الأول.
عمر: لأ دى شنطتى، هاتها بقي.
الرجل: شنطتك إزاي وأنت بقالك كام يوم في الشارع مش لاقى تأكل ولا تشرب؟
عمر: والله العظيم شنطتي.
الرجل: إتكلم عدل دا إحنا كلنا ولاد كار أنت سارقها من رسام صغير.
ثم قام الرجل بتهديد عمر بالمطواه إن لم يمشى معه صامتاً، ثم أخذه إلى المعلم الذي يعلم الأطفال السرقة والتسول والتجارة فى المخدرات (فى مسكن بالطوب اللبن بعيداً عن أعين الشرطة والناس).
الرجل: جبتلك حرامى صغير يتعلم فى مدرستنا ، وهناك رأى عمر كل أنواع العذاب حيث يحرم من الطعام بعد تعب وعناء يوماً كامل ويضرب بالعصاه الغليظة التى كثير ما أشتكى من ضرباتها القوية المؤلمة وكذلك الكى بالنار الذى أشتكى من أجساد الأطفال وتورمت وتشوهت منه.
وراوده الشك بأن كل هذا يحدث له بسبب تركه لسمر. وحينا ذاك تذكر سمر عندما قالت له: متكنش اناى يا عمر، احنا لنهرب سوا لنعيش هنا سوا. وظل عمر يتسأل مع نفسه "أنت كنت يا عمر أنانى زى ما قالت سمر ومأقدرتش تستحمل القصر زى ما هى أستحملته وألا فعلاً مأقدرتش تستحمل بس خايف على سمر، هربت وجيت هنا لجهنم القصر كان أرحم هو فعلاً كان معسكر بس أرحم من العذاب اللى هنا"
ثم تذكرت سمر فى غيبوبتها التالى:
وأستيقظت سمر فى الصباح ولم تجد عمر بالقصر فأخذت تبحث عنه فى كل مكان بالقصر ولم تجده فتيقنت أنه هرب فأبلغت والدتها وهى فى حالة زعر فأخذت الأم ومعها الخدم تبحث عنه فى كل مكان ودون جدوى لم يجدوه فى اى مكان فأبلغت الشرطة.
الأم: لقد ضاع أبنى ضاع منى.
الضابط: إهدى يا مدام وأصفى لينا الحادث؟
الأم: لأ انا مش عارفة غير إننا لما صحينا من النوم مالقينهوش ودورنا عليه فى كل مكان.
الضابط: إيمتا دا حصل؟
الأم: النهارده.
الضابط: أسف يا مدام مأقدرش أعمل حاجة إلا بعد مرور 24 ساعة.
الأم: يكون الولد جرى له حاجة، حرام عليك إتصرف إعمل اى حاجة، أبنى ضاع ضاع، عارف يعنى أيه ضاع.
سمر: أيوه عمر كان عايز يهرب من قبل كده بس مأقدرش هو تلقاه هرب، ألحقه قبل مالناس اللى فى الشارع يموتوه وأنا هاروح اجيبلك صورته بسرعة.
ثم جرت سمر لتحضر الصورة.
الضابط: أستنى تعالى احكيلى على اللى حصل ساعة عمر كان عايز يهرب وبعد كده هاتى الصورة.
فحكت له سمر عما حدث عندما كان عمر يريد الهروب وضاقت الحياة بسمر فحاولت أن تنسى كل ما حدث لكى تعيش على أمل عودة عمر وفى إحدى الأيام قرأت قصة خيالية من كتاب قصص الأطفال، كانت تلك القصة تتحدث عن طفلة صغيرة حققت ما عجز الرجال عن تحقيقه حيث أستطاعت أن تعبر سبعة بحار وسبعة غابات وقتلت أربعة عشر وحشا حتى تحضر الزهور التى ستصنع منها المصل الذى سيعالج الوباء المنتشر بقريتها وانقذت السيدة العجوز وأحفادها من النيران التى أشتعلت بمنزل العجوز وأستطاعت القبض على اللصوص عندما أرادوا (حاولوا) سرقة منزلها.
ورقصت فوق السحاب عندما حققت ما كانت تريده فوقفت سمر تنظر للمرآة وتقول لنفسها: نعم لا فرق بين بنت وولد يامن رقصتى فوق السحاب.
ثم أحضرت حقيبتها ووضعت فيها بعض الملابس وبعض الأطعمة ووقفت فى حديقة القصر ومعها الحقيبة ثم تركت حقيبتها فى الحديقة وذهبت للقصر مسرعة لتحضر صورة فوتوجرافية لعمر ثم عادت لحقيبتها وأنتظرت بالقرب من بوابة القصر تترقب ترك البواب للبوابة حتى تحين لها فرصة الهروب وتأتى اللحظة التى تنتظرها حيث ذهبت إليه سمر وتركت حقيبتها وطلبت من البواب أن يلعب معها تجرى ورائه ويجرى ورائها فحذرها البواب من والدتها فقالت له أنها لم تستيقظ من نومها وظلت تترجى البواب حتى وافق فجرت ورائه وأمسكت به ثم جرى ورائها فجرت مسرعة من وراء القصر ثم أختفت بالقرب من البوابة (وراء الشجرة بجانب حقيبتها) وظل البواب يبحث عنها ليمسك بها وأثناء ذلك حملت حقيبتها مسرعة وهمت بالهروب.
وظلت تتجول فى الشوارع لا تعرف إلى أين تذهب وفجأة أصطدمت بالضابط.
الضابط: أنتِ رايحة فين يا سمر؟
سمر: رايحة – رايحة طلبت من ماما انى أمشى شوية فى الشارع ده يمكن ألاقى عمر وهى وافقت.
الضابط: وافقت ! غريبة!!
 سمر: لأ ماهى وافقت بالعافية وقالتلى بسرعة وقالت للسواق يخليه معايا.
الضابط: أمال هو فين؟
سمر: راح يشترى أكل من المطعم اللى هناك هنا وقلتله إنى رايحة سوبر ماركت عالم سمسم عشان أجيب من هناك أحسن دبدوبة عشان أبقى أديها لعمر لما نلاقيه.
الضابط: إزاى رضي إنك تروحى السوبر ماركت لوحدك؟
سمر: أنا مش صغيرة والسوبر ماركت مش بعيد وبعدين دا اللى فى السوبر ماركت كلهم أصحابي.
الضابط: تحبي أوديكي السوبر ماركت.
سمر: مأنا قلتلك السوبر ماركت مش بعيد وانا مش صغيرة.
- ثم أكملت السير فى طريقها وأكمل الضابط سيره وعندما نظرت سمر فى أحد المرات للخلف فوجدت الضابط يعود إليها مسرعاً فأختفت خلف أحد الجدران وفجأة توقف الضابط بجوار الحائط (الجدار) الذى تختفى خلفه سمر وقال لنفسه: طفلة شيطانة وهمتنى بعكس كده هربت من والدتها وأنا لازم ألاقيها هى أكيد مابعدتش عن هنا.
ثم اكمل سيره مسرعاً ولم يعثر عليها فدخل السوبر ماركت ظناً منه فى أنها ربما أختفت بداخله: فجرت سمر مسرعةً بعيداً عن هذا الطريق حتى إختفت بعيداً عن الضابط تماماً. وظلت سمر متيقنة أن الضابط يقول لنفسه أنه إذا وجد سمر بعد فترة سيجد عمر معها لأنه ربما تكون تعرف مكان عمر وهربت إليه. لأنها سمعت الضابط يتحدث مع قائده على الهاتف المحمول بذلك. ولذلك سيتم البحث عنها كثيراً وفى كل مكان لأنها بالنسبة لهم الخيط الوحيد الذى سيدلهم على طريق عمر. وظلت سمر تسير حاملة حقيبتها ولا تعرف إلى أين ستذهب وأدمعت عيونها مع قلبها على ما رأته فى الشارع فتذكرت عمر عندما قال لها: انا مش انانى يا سمر أنا خايف عليكى... الحياة فى الشارع قاسية جداً وضعت سمر حقيبتها بجوار الحائط وجلست بجانبها تستريح فرأت طفلين يرتديان ملابس قذرة وممزقة تقول إحدهما للأخر: يلا نلعب زى العيال ما كانوا بيلعبوا.
الطفل الأخر: يلا. (يصفق كل منهما على يد الأخر وهو يغنيان قائلين "شيكولاته شيكولاته يو آى لف يو سانك يو").
فقالا طفل منهم: لأ. لأ أنا مش عايز الكلام ده أنا كلام اللعبة التانية بتاع سندريلا ثم يصفقان على يد بعضهم بصفقات منتظمة وهو يقولان.
"بم بم بمبريلا، سيكا سيكا سندريلا جدو ماشى فى الحديقة نينا ماشية فى الحديقة وأنا ماشى فى الشوارع بم بم بمبريلا سيكا سيـ" فقطع عليهم صاحب المحل الذى يلعبان أمامه عليهم اللعب حيث قام بضربهم فجرى أحدهم ووقع الأخر فضربه الرجل ضربة قوية بقدمه فصرخ الطفل ووقف ليجرى بعيداً فركله الرجل ركلة أخرى ففر الطفل مسرعاً من امامه وهو يتوجع والدماء تنزف من قدمه وجرى بطريقة غير طبيعية.
فقال أحد المارة بالطريق لهذا الرجل: يا راجل حرام عليك دا طفل لسه صغير.
الرجل: دا طفل شوارع ابن كلب.
فرد الطفل الأخر على الرجل قائلاً: دا أنت.
 فأتجه الرجل مسرعاً لنحوه.
الرجل: طب خد جى. – فجرى مسرعاً وهو يقول للرجل يارب تموت أنت وأبوك وأمك.
ثم أتت زوجة هذا الرجل التى يبدو عليها الحمل وأقترب منه لتدخل المحل.
الرجل: تعبتى نفسك ونزلتى ليه يا حبيبتي.
الزوجة: لما أبننا عبدو يتولد هتعامله كده، دا كان يكره حياته ويكره اليوم اللى اتولد فيه.
الرجل: دول عيال شوارع ما يتعاملوش إلا كده.
الزوجة: لأ دول اللؤلؤ كل ما يعد فى البحر أكثر حجمه يكبر وقيمته تغلى وأستخراجه  يصعب غير نجوم البحر اللى ممكن تاكله.
الرجل: ماشى نقعدهم بقى فى الشارع ونطلع معهم ولاد الناس.
الزوجة: ونسيت نجم البحر اللى تقطعه يطلع عشرة، وألا موج البحر اللى يرميه على شط يموت. لازم نطلعه من البحر بسرعة الأطفال كده زى اللؤلؤ أبيض زى الورقة البيضا والمجتمع بيكتب فيها اللى هو عايزه عايزهم يردوا اللى أنت عملتوا بأيه.
وفى أثناء هذا الحديث خرج صيدلي فرأى الطفل الجريح فأخذه إلى الصيدلية وقام بعمل الإسعافات الأولية للطفل ثم خرج الطفل وخلفه الصيدلي ثم وقف الطفل وقال: انا مش عارف أشكرك أزاى ربنا يخليك ويديك على أد طيبتك وحنيتك.
وضع الطبيب الصيدلي يده فى جيبه ثم أخرج بعضاً من المال وأعطاهم للطفل ولكن الطفل رفض أن يأخذه فألح عليه الصيدلي حتى وافق الطفل على أن يأخذ جزء بسيط من هذه الأموال.
الطفل: أنا معايا فلوس، طب انا مش هاخد إلا جنيه واحد علشان متزعلش.
الصيدلي: خدهم أنا عارف إنك فى أشد الحاجة إليهم.
الطفل: لأ انا معايا فلوس.
الصيدلي: طب ورهانى كده.
 فصمت الطفل ومال برأسه للأرض.
الصيدلى: خدها بقى لو مش عايز تزعلنى. فأخذ الطفل الأموال ثم أحنى رأسه ليقبل يد الصيدلي فسحب الصيدلي يده ووضعها على رأس الطفل ثم قبل رأسه.
الصيدلى: لو احتجت أى حاجة تعالى لى هتلاقينى هنا فى الصيدلية أعتبرني زى اخوك الكبير أو زى صحبك.
الطفل: ربنا يخليك ربنا يخليك. ثم مشى الطفل سعيداً ثم وقف وألتفت للصيدلي فلاح الصيدلى له بيده مبتسماً فلاح له الطفل مبتسما ثم جرى وهو سعيد جداً فرأت الزوجة و زوجها كل ما حدث.
الزوجة: شفت اللى بيعاملوهم كويس بيعاملوه ازاى.
الزوج: يا ولاد الأه، مش راضى ياخد الفلوس من الراجل وانا لما أمشى فى الشارع يسرقونى.
ثم دخل الرجل وزوجته المحل، وذهب الطفل الجهة الأخرى من الطريق ليفض نزاع بين قرينين له فلقى جزاء سينمار إذ تلقى طعنات متلاحقة لفظ على أثرها أخر انفاسه فرأى الصيدلى ذلك فجرى نحوه لينقذه من الموت وفر القرينين تاركينه ليلفظ أخر أنفاسه فرأى الطفل قد أصابه طعنات متعددة فصرخ الصيدلي طالباً الإسعاف ثم جرى مسرعاً نحو الصيدلية ثانية ليطلب الإسعاف ثم عاد ثانية للطفل ليحاول إيقاف النزيف: فقال له الطفل كلمات متقطعة مع أنفاسه دمعت معها عيون  الصيدلى وهى: بحبك قوى، وهذان أخر كلمتان نطق بهما قبل أن يلقى رباً كريم ويستريح من عناء الدنيا وشقائها لينتقل إلى جنات رباً رحيم جنات رباً أحبه وأراد لقائه.
ووصلت سيارة الأسعاف لتحمل جثة هامدة تحمله جسداً بلا روح.
وبكت سمر وخشت على أخيها من أن يحدث له كما حدث لهذا الطفل فحملت حقيبتها وتركت المكان لتبحث فى أى مكان وكل مكان وقلبها مغمور بالزعر وعلى خديها دمعتين زاقا مرارة الخوف والزعر وفى عينيها نظرات الانكسار سألت كل من قابلته عن عمر وأثناء سيرها وجدت طفلة عمرها لا يتجاوز الثامنة عشر عاماً تحمل بين زراعيها طفل ابن الثلاثة سنوات وعلى وجهه أثار التعذيب وجسده فى غاية النحافة ووجهه أصفر من شدة المرض ووالدته الطفلة جسمها نحيف وهزيل. فاقتربت سمر منها فضمت الأم طفلها إلى قلبها وفى عينيها نظرات الانكسار والخوف وأخرجت سمر سندوتشات من حقيبتها لتعطيها وتعطى لطفلها.
سمر: خدى كلى واكلى البيبى، فأبتعدت الأم بطفلها عن سمر.
الأم: لأ - لأ فيها سم ، كلكم عايزين تموتونا .
سمر: لأ أنا مش حاطة فيها حاجة أنا كنت جيباها علشان أكلها.
يبكى الطفل من الجوع.
سمر: حرام عليكي البيبي جعان خدى أكليه وكلى شكلك برده جعانة وتعبانة أوى، ثم وضعت سمر السندوتشات فى يد الأم فنظرت الأم إليها.
سمر: والله سندوتشات حلوه مفهاش سم زى ما بتقولى وعلشان تصدقى كمان أهو.  ( تأكل سمر سندوتش من معها)
سمر: أهوه مجرليش حاجة ما موتش.
فأطعمت الأم طفلها والطفل ألتهم الطعام بسرعة من الجوع ثم أكلت هى بعد أن شبع الطفل.
سمر: ما شفتيش صاحب الصورة دى قبل كده بأدور عليه ومش لاقياه .
تنظر الأم للصورة.
الأم: لأ.
سمر: طب انا هدخل أدور عليه فى الشارع وبعد كده هاجيلك وخلى الشنطة دى جنبك.
دخلت سمر الشارع لتبحث عن عمر ولم تجده فعادت إلى الأم لتأخذ حقيبتها فلم تجدها فجرت فى الشارع لتبحث عنها حتى وجدتها تحمل الحقيبة وتجرى مسرعة فجرت ورائها وفجأة وجدت طفلتين والطفلتين لم يتجاوزا الحادية عشر عاماً يضربان الأم وتأخذ أحداهما الطفل وتجرى بها للناحية الأخرى من الطريق والأخرى تحاول أن تفلت من الأم بعد أن أمسكت الأم بها فذهبت سمر إلى الطفلة التى تحمل الطفل وقالت لها: صحبتك بتقولك سيبى الواد معايا وروحى حوشيها من أم الواد علشان مش راضية تسيبها.
الطفلة: أنتى كدابة.
سمر: لو مش مصدقانى روحى أسأليها.
الطفلة: هى بتعرف تهرب من غير ما أساعدها.
سمر: أصل هى عايزة تأخد الشنطة اللى مع الولية ومش عارفة تاخدها وتفلت منها حتى شوفى الشنطة بينهم هما الاثنين والولية ماسكة صاحبتك.
الطفلة: ماشى خدى الواد وانا هاروح أساعدها بس أوعى تمشى.
سمر: لأ متخفيش مش همشى، وبعدين أنا هأعمل بيه أيه؟
الطفلة: هتروحى تشحتى بيه وتقولى للناس أبويا وأمي ماتوا وسابولي العيل ده وأنا اللى بربيه ساعدونى يا اهل الخير ساعدونى ربنا يخليلكم عيالكم ويرزقكم، وبعدين أنتى هتستعبطي وتعملى نفسك مش عارفة وبعد كده تاخديه هاتى الواد هاتى.
سمر: لأ أنا مابشحتش دانا بأسرق المحافظ.
الطفلة: ماشى خلاص خلى معاكى الواد وأنا هاروح أحوشها وأخد الشنطة أسمعي هأقولك أنا وصحبتى مش هنعرف نجرى بالشنطة والواد علشان دا أحنا هنجرى ممكن يقعوا منا عشان كده أنا هاجيب الشنطة جنب الشجرة وانتى تكونى مستخبية ورا الشجرة علشان الست متشفكيش لما اجبلك الشنطة وانا أرجع احوش صحبتى واجرى انا وهى بعيد عن هنا علشان أم الواد هتجرى ورانا علشان تأخد الواد وانتى تاخدى الشنطة وتستنينا تحت الشجرة وإحنا هنجيلك من الشارع التانى بعدما نهرب من الولية ماشى.
سمر: ماشى. ونفذ الأطفال ما إتفقوا عليه ولكن سمر أخذت الطفل والحقيبة وأختفت فى مدخل أحد العقارات وجاء الطفال كما اتفقوا وأخذوا يبحثون عن سمر.
طفلة (1): هى اكيد بعيدة عن هنا عشان إحنا بنجرى من بدرى.
طفلة (2): وانتى مين اللى قالك تديلها الواد والشنطة؟
طفلة (1): هى قالت أنك قلتيلها.
طفلة (2): أنا ماقلتش لحد حاجة.
طفلة (1): يلا ندور عليها بعيد عن هنا يلا بسرعة.
ثم جرت الطفلتين بعيداً عن المكان فخرجت سمر من العقار بالطفل والحقيبة فوجدت الطفلتين يتشاجران بالقرب من العقار فدخلت إلى مدخل العقار ثانية وانتظرت ثم خرجت لتتأكد من أنهم غادروا قبل أن تخرج للشارع فوجدت رجال الشرطة أخذوهم فى سيارة الشرطة ثم أنطلقت السيارة فخرجت سمر لتبحث عن ام الطفل لتعطيها طفلها حتى وجدتها تجلس على الرصيف باكية فأعطتها سمر طفلها.
سمر: شوفى انتى كنتى عايزة تسرقينى وانا جبتلك البيبي منهم ، إلا قوليلى هو دا ابنك ولا سرقاه برده علشان تشحتى بيه زى ما بيقولوا.
أم الطفل: لأ ابنى.
سمر: أبنك إزاي انتى مش كبيرة؟!.
أم الطفل: صدقيني ابني.
سمر: طيب مين أبوه؟ وهوه فين؟
أم الطفل: أنا لقيت نفسي فى الشارع وفى عز البرد كنت بنام على الرصيف من غير غطا يحميني من البرد وكنت أكل طقة وأجوع عشرة وعشت أيام صعبة وأتعرضت لتحرش كتير وفى مرة من المرات اللى كنت نايمة فيها فى الشارع لما كان عندي 14 سنة أتلم عليا خمسة من ولاد الشوارع ومقدرتش عليهم زى ما قدرت على كتير قبلهم ضربونى وأغتصبوني وكانت النتيجة الطفل دا اللى بقى ملوش أب. مين هيكون أبوه من الخمسة مين؟ أى ديب بشري فيهم يبقى أبوه؟
سمر: وليه مابلغتيش الشرطة؟
أم الطفل: انا لو بلغت هاكون قبليهم فى الأحداث لأنى من ولاد الشوارع.
سمر: وأيه أثار التعذيب اللى فى جسم البيبى دى؟
أم الطفل: كنت بأجر الواد علشان أقدر أعيش.
سمر: تأجريه ! تأجريه ازاي يعني؟
أم الطفل: بأديه لأى حد عايز يشحت بيه ويديني فلوس.
سمر: والبنتين دول كانوا عايزين يشحتو بيه من غير ما يدويكى فلوس صح.
أم الطفل: لأ لقيت أبنى هيموت منى خلاص واللى بيأجره بيعذبوه وبيكووه بالنار علشان يصعب على الناس ويدولهم فلوس.
سمر: وليه ما شحتيش بيه انتى من غير ما يتعذب كده.
أم الطفل: كان المعلم بيشغلني أسرق وأبيع مناديل وفل ولو جبت أقل من سبعين جنيه فى اليوم يعذبني ويكوينى بالنار ويقولى مش كفاية حاسب أيجار ابنك من السبعين جنيه وأيام كتير كان يحرمنا من الاكل بعد ما نتعب ونشقى طول اليوم ولما يحن علينا كل واحد ياكله لؤمة صغيرة ولما يعوز يكافئ حد جبله فلوس وجواهر وماس بيكافئه بحتة حشيش صغيرة وأوقات كتير كان يخلينا نودى الحشيش والمخدرات للزباين والدلوقتى فى منا كتير أدمن المخدرات والمهم مقدرتش أستحمل اللى بيتعمل فيا وفى أبنى فهربت وهو دلوقتى لو لقينى هيدفنى مكانى.
سمر: ليه هي سايبة.
أم الطفل: أصلك متعرفهوش دا راجل ظالم جبار قبل كده ضرب واد لحد ما مات الواد فى أيده وقبل ما يموت حالته كانت صعبة قلتله يوديه المستشفى مرضيش وكمل ضربه فى الواد والواد مات ومكنش همه حاجة كأن فرخه اللى ماتت مش بنى ادم وهددته بإنى هبلغ البوليس ضربني على وشى وقال دا انا أتويكي مكانك قبل ما تبلغيه ورمانى على الأرض ودبنى برجليه وقلى متنسيش تبلغي البوليس يا حلوة.
سمر: وليه مبلغتيش البوليس.
الأم: دا كان يقتلنى انا وأبني والبوليس ماكنش هيعرفلنا طريق.
سمر: ليه هو جامد كده.
أم الطفل: وأقوى من كده كمان.
تبكى و تقول: ينتقم منه ربنا هو السبب فى كل ده وهوه السبب فى عذاب ابني.
سمر: متعيطيش – متعيطيش وسيبك من الراجل ده نبدأ نعيش من جديد.
أم الطفل: أبدأ من جديد أزاى وأنا خلاص اتدمرت وبقى معايا ابن مالوش أب ولو حتى عرفت مين من الخمس ديابه أبوه، أبوه هيبقى ديب صعران.
سمر: دا كله غصب عنك مش برضاكى.
أم الطفل: من إيمتما وفى حاجة كانت برضايا، قوليلي اما ابنى يكبر ويسألنى مين أبويا أقوله مين وأقوله إنى السبب فى كل العذاب اللى شافه.
سمر: لأ هتقوليلو إنك أحلى أم فى الدنيا هتقوليلو إنك قاومتى كل الظروف اللى حوليكي وربتيه احلى تربية واكلتيه لؤمة نضيفة وحمتيه من كل الديابة اللى حوليكي وحوليه.
أم الطفل: ياريت أقدر أعمل أى حاجة تسعده ولو بسيطة وأعوضه عن العذاب اللى شافه.
سمر: هتقدري من خلال فكرتى بس لو نفذناها.
أم الطفل:إيه هى؟
سمر: هنبقي أنا وأنتى ومجموعة من الأطفال هنشتغل زى ما كنتوا بتشتغلوا عند المعلم بس مش هنسرق ومش هنشحت هنبيع فل هنبيع مناديل هنبيع ورد هنبيع ياسمين وهنعلم أبنك أحسن علام وهنأكله أحسن اكل ونلبسه أحسن لبس ونعيش كلنا زى البنى أدمين ونبقى مع بعضنا أسرة كبيرة نشتغل ونمسح عربيات وناكل ونشرب ونلبس ونلعب ونضحك ونعيش فى امان ونتعاون ونحب بعضنا ونفضل مع بعض على الحلوة والمرة انا دلوقتى معايا فلوس وهبيع الحلق دا ونأجر شقة مفروشة بس صغيرة فى البادروم أو فوق السطوح ونشتغل ونبقى ندفع إيجارها كل شهر.
تخرج سمر من حقيبتها فستان وتعطيه للأم قائلة: البيبي بردان خدى دفيه بالفستان ده. ثم تخرج جاكت كانت قد أخذته لعمر فتعطيه للأم قائلة خدى أنتى برده بردانة.
سمر: انتى اسمك ايه؟ لحد دلوقتى معرفتش اسمك.
أم الطفل: لقيت نفسى فى الشارع مليش أسم بس المعلم سمانى شعنونة.
سمر: بس دا أسم وحش، أيه رأيك يبقى أسمك ياسمين علشان البيبي يبقى يناديلك ماما ياسمين أحلى ما يناديلك ماما شعنونة.
أم الطفل: هتبقى أحلى كلمة سمعتها منك ومنه.
فذهبت سمر لتبيع حليها فأخبرتها ياسمبن أن الجواهرجي لن يوافق على شرائه إلا بفاتورة وأخذته منها وباعته للجواهرجي الذى يقوم بشراء الجواهر المسروقة من المعلم، واخذوا يبحثوا عن سكن وبعد شقاء وعناء البحث عثروا على مسكن فى البادروم وقاموا بدفع المقدم لصاحب المسكن وسكنوا فيه بالتراضي ليس بعقد.
وأثناء سير والدة الطفل حاملة طفلها ومعها الفل وهى تداعب طفلها أثناء سيرها قائلة له: أمك ياسمين بتبيع الفل والياسمين يا فل أنت. وكان ذلك فى الصباح الباكر فخرج عليها مجموعة من الأطفال واختطفوا طفلها وقال لها أحدهم لو عايزة أبنك خديه من عند المعلم، ثم هربوا جميعا فجرت ياسمين ورائهم صارخة أبنى ابنى حتى تعبت من الجرى فجلست على الرصيف باكية فرأتها سمر من بعيد فجرت نحوها.
سمر: إيه اللى حصل بتعيطي ليه؟ والبيبي فين؟
ياسمين: المعلم بعت العيال يخطفوا ابنى.
سمر: خلاص متعيطيش وانا هأتصرف.
ياسمين: هتعملة ايه ؟
سمر: لحد دلوقتى مش عارفة.
ذهبت سمر إلى المعلم.
سمر: سمعت إن الأطفال والعيال اللى مش لاقية مكان تعيش بيشتغلوا هنا وبتآكلهم وبتبيتهم هنا.
المعلم: ومين بقى اللى قالك؟
سمر: واحد من اللى بيشتغلوا هنا يا سيد المعلمين.
المعلم: شكلك كده لسه نازله الشارع جديد.
سمر: أيوه.
ثم دخل عمرأثناء ذلك ليعطى للمعلم حصيلة يومه فرأته سمر ورأها أيضاً عمر ويجلس المعلم يعد ماجمع عمرثم رفع عصاته الغليظة على غرة  قائلاً لعمر: أنت ازاى ياد أنت تجيلى بأقل من سبعين جنيه.
عمر: دي أخر مرة يا معلمى.
فرفع المعلم عصاته الغليظة ليهوى بها على عمر وهو يقول: أخر مرة مين يا روح  أمك.
فامسكت سمر بالعصاة قبل أن تصيب عمر وهى تقول: لأ يا معلمى دا هو اللى جابنى هنا وقلى أنك راجل عظيم وبتحب كل الأطفال وإنك بتعلمهم صنعة وتخليهم عيال كسيبه ولا ايه يا معلم.
المعلم: شكلك كده بت لمضه وهتتعلمى الصنعة بسرعة ألا قوليلى أنت جيه منين؟
سمر: بابا وماما ماتوا وسابوني لوحدى وعمى ومراته زهقوا منى وطردونى للشارع أعدت أعيط فى الشارع جه الواد ده وقاللى عليك.
المعلم: أنتى لو عايزة تعيشى هنا مبسوطة تنفذى كل اوامرى بالحرف الواحد.
سمر: وأنا أول من ينفذ كلام سيد المعلمين.
المعلم: اسمك آه؟
سمر: أسمى سمر.
المعلم: من النهاردة أسمك فلة.
سمر: كل اسم تقوله فل زيك يا سيد المعلمين ولا أيه.
المعلم: مأنا بأقولك أنك بت لمضة، طب أنت دلوقتى هتدخلى مع الرايق وهو هيفهمك طبيعة شغلنا والصبح هبقى أوزع عليكم الشغل.
فدخلت سمر مع عمر إلى غرفة الأطفال فوجدتها مليئة بالقمامة وكثير من إطارات السيارات وخالية من أى شئ مريح والأطفال غير موجودين بها ثم جلسا فى إطار السيارة هما الاثنان.
سمر: أوضة دى ولا مزبلة.
عمر: أيه اللى جابك يا سمر؟
سمر: كان لازم أجيلك وبعدين انا مكنتش اعرف إنك هنا والصدفة جمعتنا وبعدين بدل ما تفرح تعمل كده   الشارع غيرك يا عمر.
عمر: أفرح لايه بس حرام عليكي دا انتى جيتى هنا لجهنم الحمرة.
سمر: وبعدين دا كويس إنى لقيتك لأنى هربانة من زمان وبدور عليك...... أيوه صحيح هو المعلم ودا الطفل اللى سرقوه فين؟
عمر: أنتى جيا لموتك يا سمر، أبعدي عن الحكاية دى وإلا تروحى فى الرجلين وأنت مش أدهم.
سمر: أهو ده الغلط بعينه ده اللى ابنها مسروق تبقى صحبتى، وبصراحة بقى انا مش ماشية من هنا غيرا لما اخد البيبى وبعدين أنا كنت جيه علشانه وأخيرا لقيتك وبعدين خيراً تعمل خيراً تلقى.
شعرت سمر بخطوات قدم المعلم وهو قادم إليهم.
سمر: تعرف يا رايق المعلم بتاعكم دا زى العسل. فسمع المعلم ذلك فعاد.
سمر: (بصوت خفى) غور جاتك نيلة تاخدك. مأنت دمك سم.
وفى الصباح الباكر قام المعلم بتوزيع الشغل (العمل) على الأطفال حيث أمر سمر ببيع الفل وعمر ببيع المناديل ومسح السيارات وأحدى الأطفال القدامى بالتسول عن طريق الطفل. ووتفرق الجميع للعمل، وعندما كانت الطفلة تحمل الطفل الصغير لتتسول به خرج عليها عمر وسمر وضربوها علقة ساخنة ثم اختطفوا الطفل وفروا هاربين إلى المسكن الذى قامت سمر بإيجاره ففاجئوا بصاحب السكن يطردهم ويرفض أن يعطيهم أموالهم.
ولم يستطع الأطفال ان يفعلوا أى شئ أو أن يصلوا إلى حل مع هذا الرجل اللص فرحلوا وتركوا المكان وأعطى كل منهما ما معه من اموال لسمر ثم بحثوا عن مسكن آخر وظلوا يوماً واخر فى الشارع وهم يبحثوا عن مسكن حتى وجدوا مسكناً فى أحد العقارات فوق السطوح واتفقوا مع صاحب العقار على إيجار السكن ودفع أجرته يوماً بيوم فرفض.
سمر: حرام عليك إحنا تعبنا من اللف ومش معانا فلوس إلا دى بس إحنا كلنا بنشتغل واجرنا سكن قبل ده ودفعنا مقدم للسكن وصاحب السكن خد كل الفلوس اللى معانا وبعد تالت يوم طردنا ومرضيش يدينا فلوسنا وأعدنا فى الشارع.
صاحب العقار: إن كان علشان كده يبقى ماشي.
وأخيراً استراح الأطفال من عناء البحث عن مسكن.
وفجأة حدث ما لم يكن فى البال أو الخاطر حيث أقتحم أطفال المعلم عليهم مسكنهم وضربوهم وأخذوا أدوات عملهم ولم يكتفوا باختطاف الأدوات بل أختطفوا سمر كما أمرهم المعلم فجرى عمر ومعه الأطفال ليضربوا الآخرين ويستردوا سمر فأخذها طفلين فى عمر الخامسة عشر (هم طفلين ذات قوة) واشتبك الأطفال الآخرين مع عمر ومع الأطفال الذين تجمعوا بفضل الإله ثم سمر فى معركة طاحنة، وأثناء سير الطفلين الآخرين بسمر ظلت سمر ترجع بجسدها للخلف والطفلين يشدوها للإمام وسمر تصرخ قائلة: ابعدوا عنى سيبونى وعلى غرة جرت سمر للإمام ففقد الطفلين توازنهم وفرت سمر منهم إلى شارع جانبي واختفت وراء الجدار فى بداية الشارع ودخل الأطفال الشارع مسرعين دون أن يروا سمر وخرجت سمر من الشارع وجرت مسرعة إلى مسكنها بعد أن تأكدت أن الأطفال الأخرين تركوا مسكنها وقامت بعمل الإسعافات الأولية لمن هو مصاب من أثر الشجار أو المعركة وأكمل الأطفال حياتهم وعملهم وعاشوا أجمل اللحظات حيث يلعبون ويمرحون ويأكلون ويشربون ويعملون ومر عليهم يومان فأقتحم أطفال المعلم مسكنهم ثانية واختطفوا أدوات عملهم ومعها سمر ولم تتمكن سمر من الهروب منهم ولم يتمكن عمر والأطفال منهم واخذوا سمر إلى المعلم.
المعلم: انا هاشرب من دمك، ما عاش ولا كان اللى يضحك عليا.
ثم لطم سمر على وجهها لطمة قوية فصرخت سمر ثم لطمها لطمة أخرى فدمى فمها على أثر ذلك وسقطت أرضاً فركلها المعلم بقدمة ركلة قوية وهوى بعصاته الغليظة عليها ففقدت الوعى.
المعلم: أرموها جوه وأبحتولها قبرها.
الأطفال: حاضر يا معلمى.
المعلم: حذارى أى حد فيكم يهربها ولو اى حد حاول يعمل كده هدفنه وياها صاحي.
ثم حملوا سمر إلى غرفتهم وتركوها وذهبوا ليحفروا لها قبراً.
ولكن الحقيقة أن سمر لم تفقد الوعى وتسمع كل ما يقال فسمعت:
طفل (1): إحنا نسينا نأخد المفتاح من المعلم علشان نأفل عليها روح هات المفاتيح من المعلم يا شحرور وإحنا هنروح نبحت القبر.
فذهبوا الأطفال وتركوا سمر وذهب شحرور ليحضر المفاتيح ليغلق على سمر الحجرة فقالت سمر لنفسها: يا لهوى هيدفنونى صاحية، بسم الله الرحمن الرحيم وإذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت صدق الله العظيم ، بس لأ مش هسيبك يا معلم الكلب مبقاش سمر لو سبتك.
فردت سمر ذراعيها وقبضت بأصابعها على يدها وهى تقول: قوة من رقصت فوق السحاب، نعم قوتها لأ ماكونش زيها انا زيها أيوه انا زيها.
ثم خرجت مسرعة فوجدت شحرور فى طريقها فضربته فى ظهره بقدمها أسفل ظهره عند عظم العجز الذي يتأثر بالضربات القوية ويتسبب فى حدوث ألاماً شديدة وعدم القدرة على الحركة مطلقاً أو حتى الوقوف حتى تزول هذه الآلام ثم جرت فقابلها المعلم ليمسك بها فضربته سمر بقبضة يدها اليمني بين حاجبيه مسببتاً له فقدان الوعى والأبصار مؤقتاً تليها ضربة أخرى فى قنطرة أنفه مسببة له نزيف حاد من الأنف يؤدي إلى الإغماء وأثناء سقوط المعلم على الأرض فاقداً الوعى ركلته سمر بركبتها خلف أذنه مسببتاً له ارتباكا وفقدان السمع مؤقتاً ثم تركت هاربة لمسكنها ثانية وفاجأت الأطفال بوصلها ووجها ملطخ بالدماء وعلى جسدها أثار ضرب شديد من العصاة الغليظة فجرو جميعاً لنحوها وجففوا الدماء من على فمها وقاموا بتعقيم وتطهير مواضع الضرب بجسدها.
فحكت لهم عما حدث وعن قبرها الذى كان سيأويها.
وقالت لهم أنهم من المحتمل جداً ان يقتحموا مسكنهم مرة ثالثة.
سمر: وعلشان كده لازم نعمل من النهاردة ورديات حراسة.
عمر: بس برده مش هنقدر عليهم لازم نمشى من هنا يا سمر لأحسن يموتوكى المرة دى.
سمر: لأ إن شاء الله هنقدر. ربنا قدرنى على المعلم بنفسه وإن شاء هيقدرنا عليهم.
أم الطفل: أكيد مش هنقدر عليهم إلا بحيلة من حيل سمر الماكرة.
سمر: وأنا لازم أفكر فى حيلة لأننا مش هنقدر عليهم إلا بحيلة.
صمتت سمر وهى تفكر فى حيلة للتغلب عليهم.
وفى منتصف الليل أقتحم عصبة من رجال المعلم مسكنهم وعندما قاموا بكسر باب مسكنهم وفتحه فانسكب فوقهم جردل بنزين أو جاز بمجرد فتح الباب حيث قامت سمر والأطفال بتعليقه وربطه من الداخل فى الباب وبمجرد فتح الباب ينسكب الجردل على من فتحه وعندما فتحوا الباب أنسكب الجردل عليهم وفور ذلك أمسكت سمر بثقب كبريت مشتعل وقالت: اللى عايز يتحرق يكمل دخوله.
ففروا هاربين وقال أحدهم للأخر أثناء نزولهم: مش بأقولك إنها جنية.

عمر: والحمد لله إنك قدرتى تأكديلهم إنك عفريته عن طريق حكاية جردل الجاز.
قام صاحب العقار بطردهم حتى يستريح من مشاكلهم ولأن هناك شخصاً اخر يريد إيجار المسكن.
وتركوا المسكن ولكنهم نسوا شيئاً ما بالمسكن فعادت سمر لتاخذه لأنها هى الوحيدة التى تعرف مكان هذا الشئ وقبل أن تدخل المسكن سمعت صوت رجال المعلم ومعهم المعلم يقول لهم إحنا لازم نلاقيهم علشان ناخد الميت ألف: فلة خمسين والرايق خمسين فعادت سمر مسرعة إلى الأطفال لتخبرهم بما سمعت.
سمر: هما أكيد مش هيسبونا.
عمر: لازم نهرب بعيد عن هنا خالص، نهرب لمكان ميقدروش يوصلونا فيه.
سمر: بس انا نفسي اعرف أنا خمسين ألف وانت خمسين ألف يعني آيه.
عمر: سمر، بلاش مغامرات، المرة دى هيدفنونا حقيقى ومش هتقدرى تهربي، متغمريش بحياتك.
سمر: نفكر ونواجه أحسن ما نهرب والعبد فى التفكير والرب فى التدبير.
عمر: لأ يا سمر لأ أنا مش موافقك مش مستعد لموتك مش هتموتى يا سمر مش هتموتى وتسبيني علشان إحنا هنموت سوا ونعيش سوا.
سمر: وأنا مش عايزة أموت بس لازم نفكر فى كل حاجة.
يكنش أتأكد إنى مش عفريته فقال لرجالته إن اللى هيلاقيني ياخد خمسين ألف واللى هيلاقيك ياخد خمسين ألف.
عمر: لأ هو على قلبه فلوس ودهب وجواهر ومحافظ قد كده بس دا راجل جلده ميهونش عليه القرش.
طفل (1): إحنا لازم نمشى بسرعة لأحسن يمسكنا المعلم علشان دا راجل مفترى.
طفل (2): ايوه يلا بسرعة يلا.
ثم مشى الأطفال بعيداً وأثناء سيرهم لاحظ طفل صورة عمر وسمر فى جريدة مع رجل يقرأها فأقترب الطفل من الرجل وأختطف منه الجريدة وفر هارباً.
فوقف الرجل فى عجب وقال لنفسه: أول مرة فى حياتى أشوف حرامى بيسرق جرنان. لا يكون سرق المحفظة.
ثم وضع يده فى جيبه ثم قال: لأ موجوده أمال إيه عجيبة.
وساروا الأطفال حتى وصلوا إلى الطفل الذى سرق الجريدة.
سمر: (بغضب) أيه اللى انت عملتو ده أشتهيت السرقة.
عمر: وبعدين حد يسرق جرنان.
الطفل: شايفين صورتكم أهى.
عمر: وريني كده، يأخد الجريدة من الطفل.
عمر: (يقرأ الجريدة) عمر طفل عمره ثلاث عشر عاماً من يجده عليه الاتصال بهذا الرقم أو التوجه للعنوان التالى ومن يجده له مكافئة قدرها خمسون ألف جنيه، سمر طفلة عمرها عشرة سنوات من يجدها عليه الاتصال بهذا الرقم (0123456789) أو التوجه للعنوان التالى قصر الزهور منطقة الزمالك ومن يجدها له مكافئة قدرها خمسون ألف جنيه.
طفل: أه ده دا انتوا أخوات نفس الرقم ونفس العنوان.
طفل: وكمان أسم الأب واحد.
سمر: أيه دا هو إحنا ما قلنلكمش؟
الطفل: لأ.
سمر: معلش أنتوا عارفين إن حياتنا كانت ملغبطة.
طفل: يبقى المعلم كان بيدور عليكم علشان كده.
سمر: أنتو عايزينا نعد معاكم ولا لأ.
الأطفال جميعاً: أيوه طبعاً متسيبوناش وتمشوا دا انتو اللى بتحمونا من المعلم ومن الدنيا كلها يلا نبعد عن هنا قبل ما المعلم يلاقينا.
وساروا بعيداً حتى وجدوا انفسهم فى مكان خالى من البشر عند مسكن مهجور فدخلوه فوجدوه ملئ بالقمامة.
سمر: وإحنا دلوقتى هنشتغل أيه لو اشتغلنا الناس هتعرفنا وترجعنا للقصر علشان تأخذ المكافئة.
عمر: أيه رأيكم نشتغل بلياتشو.
سمر: بس هنحتاج هدوم ومكياج.
عمر: أنا دخلت أوضة فى البيت ده ولقيت فيه هدوم بلياتشو كثيرة ومكياجات بايظة.
سمر: خلاص يبقى انتوا هتطلعوا وتشتغلوا وتجيبو فلوس علشان نشترى المكياجات وانا وعمر هنفضل فى البيت ده ونشيل الزبالة اللى هنا.

وخرج الأطفال للعمل وقام عمر وسمر بتنظيف المنزل وأثناء ذلك لدغ الثعبان عمر فصرخت سمر ولكنها تذكرت قصة خطوات راقصة فوق السحاب تذكرت تلك الطفلة التى عالجت سيدة ما من لدغة الثعبان وكيفية كانت معالجتها ففعلت كمثل ما فعلت الطفلة للسيدة ونجحت سمر فى إنقاذ عمر لأنها تعلم الطريقة الصحيحة لاستخراج سم الثعبان وعندما حضر الأطفال أمرتهم سمر بإحضار مسحوق الشيح ثم قامت بتسخينه ووضعته فى كل منطقة بالمنزل حتى تطرد الثعابين والأفاعى ثم احضرت مسحوق بودرة طارده (قاتلة) للحشرات فتعجب عمر والأطفال لكل ما فعلته سمر وكيفية معرفتها لذلك فاجابتهم سمر بأنها عرفت كل ذلك من خلال كتاب قصص الأطفال الذى يسمى خطوات راقصة فوق السحاب ثم أكملوا تنظيف المنزل وتطهيره من الحشرات.

واكتمل خطتهم بنجاح حيث نجحوا فى تنظيف وتطهير المنزل وتنظيف الملابس الموجودة وتنظيف البيانولا وشراء المكياجات اللازمة وعملوا مهرجين ولكن فى البداية كان من الصعب أن يصنعوا شعبية.
الأطفال: قرب – قرب – قرب وأتفرج على البلياتشو قرب وإتفرج على البهلوان الصغير قرب وإتفرج على مهرجين الجيل الصاعد
فمر رجل ونظر إليهم نظرة سريعة وأكمل سيره فقالت له سمر: تعالى أتفرج يا عمو هتنبسط معانا. وكانت سمر وعمر يتحدثون مع العامة وينادوا عليهم وهم واثقين جداً من أنهم لن يكشفهم أحد لأن المكياج أخفى ملامح الوجه. ومر رجل أخر فنادى عليه عمر قائلاً: هتنبسط معانا يا عمو. ومر رجل ثالث فنادت عليه سمر ولكنه أكمل سيره دون أن يعطي لهم أى اهتمام فقالت له سمر: طب يارب يمنعوا الريرى والسيرلاك اللى كبروك علينا وخلوك متسألش فينا.
فاندفع الرجل لنحوها غاضباً ليشتبك معها فى شجار فألتف باقى الناس حولهم وببراعة فائقة استطاعت سمر ومعها الأطفال أن يحولوا هذا الشجار لشئ ممتع يمتع الرجال والسيدات والأطفال وقام الأطفال بجمع الأموال من المتفرجين وعندما رفض أحدهم الدفع قال له أحد الأطفال: مفتقدك يا نكشتي بفلوسك روشني، يا عسل خليك برحتك بس أوعى تطنشني.
عمر: من أراد العسل فليتحمل لدغات النحل. ومن أراد الورد فليحترم الشوك.
ثم قال أحد الأطفال: تحبوا أقولكم نكتة حلوة.
فقال جميع الناس: أيوه.
الطفل: مرة أتنين بلديتنا طالعين رحلة فالسواق نزل أستراحة ورجع لقى الفتيس مش موجود قالهم: الفتيس راح فين قالو له: لقيناك يا عم طول الطريق عمال تشده ومش عارف تخلعه قولنا نشلهولك علشان تستريح منه قالهم شكلكم كلكم هتستريحوا من الدنيا.
فضحك الجميع كثيراً.
فقال عمر: عايزين أقولكم كمان نكته.
جميع الناس: أيوه.
عمر: واحد متجوز بيقول لصحبه: أسكت يا راجل مش مراتى أقسمت غنها متكلمنيش لمدة 20 يوم فصحبه قال له: وعلشان كده زعلان فقال له الزوج: طبعاً لأ والنهاردة أخر يوم فى العشرين يوم فقال له الصديق: ربنا يصبرك كلنا لها فيضحك الجميع.
طفل أخر: حمار أتجوز بطاطساية خلفوا بطاطس محمرة.
فضحك جميع المتفرجين.
وأكتمل هذا اليوم والجميع سعيد وعاد الأطفال بحصيلة كبيرة ومرت الأيام والجميع سعيد ومكسب هذا العمل جيد والأطفال يعيشون فى قمة السعادة.
وفى أحدى المرات عادوا الأطفال إلى منزلهم وهم فى قمة السعادة ففوجئوا برجل لا يعرفونه بمنزلهم.
الأطفال: أنت مين؟
الرجل: أنتوا اللى مين؟
فنظر الأطفال إلى بعضهم البعض فى عجب ودهشة.
سمر: إحنا أصحاب البيت دا وبعدين أنت دخلت هنا إزاى؟
الرجل: دا بيتي.
يا سمين: بيتك ! بيتك دا إيه يا اخويا.
الرجل: انا سبته وسافرت من سبع سنين وبعد كده رجعتله أهو تانى دا بيتى مش بيت شوية عيال من الشارع.
طفل: شوية العيال اللى بتقول عليهم من الشارع وتستهونوا بيهم عند ربنا أحسن من غيرهم لأننا بنشتغل وما بنسرقش محافظ.
عمر: أنت كنت بتشتغل بلياتشو مش كده؟
جلس الرجل وقبل عمر.
الرجل: أيوه انا كنت بلياتشو وهارجع تانى لأصلى بلياتشو بعد ما سافرت وأتبهدلت علشان مكنتش عايز أكون بلياتشو بس كل واحد لازم يرجع لأصله تانى بلياتشو.
سمر: شكلك كده راجل طيب وهتقعدنا معاك.
فتبسم الرجل ابتسامة صغيرة.
ياسمين: متقدرش تقول لأن علشان دا ماكنش بيت دا كان مزبلة والرايق ثعبان قرصه وكان هيموت بس الحمد الله فله انقذتنا من الثعابين وأنقذت الرايق هى اللى طردت الثعابين والحشرات اللى كانت هنا وكمان إحنا نضفنا البيت من الزبالة اللى كانت ملياه أظن كده متقدرش تقولنا اطلعوا بره بس إحنا نقدر نقولها لك.
الرجل: (قهقهة) لأ مش للدرجة دى....
وقبل أن يكمل كلامه يسمعوا صوت كثير من الأطفال ينادوا عليهم فتخرج لهم سمر.
الأطفال: إحنا عايزين نتفرج على بلياتشو يا فلة.
سمر: بس وقت الشغل خلص.
الأطفال: معلش يا فلة والنبي والنبي.
طفل: دا إحنا خدنا فلوس من أبويا ومشينا كتير علشان نصل لحد هنا.
سمر: طب أيه رأيكم هتتفرجوا المرة دى ببلاش.
الأطفال: هيييييييي.
طفل يقول لأخر: نشيل الفلوس لحد ما نتفرج بيها المرة الجيا.
سمر: هدخل أناديلهم. ثم تدخل سمر لتنادى عليهم.
سمر: تعالى أتفرج علينا شوية يا عمر.
خرج الرجل ليشاهد الأطفال وبعد ذلك وافق على أن يسكن الأطفال معه بدلاً من ان يسكن وحيداً.
وعمل معهم (بلياتشو) وكان هو الذى يحمل البيانولا لأن الأطفال كانوا يحملوها بصعوبة عندما يخرجوا وفى أحدى المرات عادوا إلى المنزل جائعين جداً ولم يجدوا ما يأكلوه بالمنزل فأرسل لهم الرجل ليشتروا بعضاً من الفول والطعمية والخبز وأثناء جلوسهم ليأكلوا قام عمر ليحضر كوب ماء وقامت سمر لتحضر طبق وقام الرجل بفتح قرطاس الطعمية فلمح صورة عمر وسمر وقرأ ما تحتهما فنادى على عمر سمر قائلاً: عمر. سمر. فردت سمر ورد عمر معاً قائلين: نعم. ثم تذكروا أنه لم يعلم أسمهم الحقيقى فهو كان يعرف أن سمر تدعى فله وعمر يدعى الرايق وأصدقائهم الأطفال وعدوهم بأنهم لن يكشوا حقيقتهم لأحد فتعجب عمر وسمر.
الرجل: انتو هاربنين ولا ضايعين نظر عمر وسمر إلي بعضهم وهم صامتين.
الرجل: ما تستعجبوش ده مكتوب فى الجرنان اللى جبنا فيه الطعمية.
عمر: تأتى الريح بما لا تشتهى السفن.
الرجل: متخفوش وأحكولى أنا هأكون معاكم صديق أمين.
فحكوا له على ما حدث.
الرجل: انا برده كنت أب وحاسس بالمصيبة اللى واقع فيها أبوكم وأمكم دول مهما عن كانوا أب وأم.
انا برده زيهم بنتى أتخطفت منى وسط الزحمة كانت معايا وانا بشتغل بلياتشو واتخطفت منى.
طفل: مش يمكن ضاعت؟
الرجل: لأ مضاعتش علشان لما سئلت عليها الناس قالوا لى أن فيه واحد كان شايل عيله صغيرة بتعيط وتقوله انا عايزة بابا وبعدين ضاعت ولا اتخطفت أهى بعدت عن حضنى وبقت فى الشارع يا عالم عايشة ولا ميته جعانة ولا شبعانة فبكى الرجل وقال: هلاقى مين يقولى يا بابا.
الأطفال: إحنا نقولك يا بابا.
الرجل: علشان كده بأقولكم إني لازم أرجعكم لهلكم مش علشان الميت ألف جنيه لأ علشان أكيد هما هيتجننوا عليكم.
عمر. سمر: لأ . لأ إحنا هناك عمرنا ما حسينا بطعم الحياة.
الرجل: ماشى خلاص أنتو حرين.
ثم أخد ورقة الجرنان اللى كان بها الطعمية وارتدى جاكته وخرج.
عمر: انت هتروح تقولهم؟
الرجل: لأ أنا رايح أرمى الورقة دى بره بدل ما تزبل البيت.
ثم خرج وجلس أمام المنزل بعد أن القى الورقة أمام المنزل وقال: لأ هو انا عبيط دول ميت ألف جنيه ثم أخذ الورقة ومشى.
وكانت سمر تسمعه وهو يقول ذلك فتدخل وتبلغ عمر والأطفال.
سمر: انا وعمر هنمشى وانتوا خليكم علشان المكان دا كويس والشغل برده كويس.
الأطفال: لأ يا سمر إحنا هنمشى معاكم إحنا هنفضل على الحلوة والمرة مع بعض وضعت سمر ومعها عمر مكياجاً فى وجهها ورحلوا ومعهم الأطفال وعادوا للشارع ثانياً فمرض ابن ياسمين فعطوها الأطفال الأموال التى معهم لتذهب به إلى الطبيب فقال لها الطبيب: يحتاج الطفل لرعاية صحية متكاملة فى المأكل والملبس والمسكن ويجب ان يكون المسكن جيد التهوية ويفضل أ يكون به زرع وأشجار ويجب الاعتناء بالطفل جيداً لتحسين صحته الجسدية والنفسية فقالت ياسمين للأطفال على ما قاله الطبيب.
ياسمين: طب وألاقى المكان دا فين بس يا ربي وازاى اهتم بالواد أزاى؟
عمر: هنروح كلنا القصر.
سمر: تانى يا عمر.
عمر: مفيش حل إلا كده وبعدين إحنا هنروح من غير ما حد من اللى فى القصر يحس بينا.
سمر: نكته دى ولا فزورة؟
عمر: ولا نكته ولا فزورة إحنا هنطلع من على سور القصر ونناول البيبي لبعض وننزل كلنا لحديقة القصر ونعيش فى الاستراحة اللى عاملة زى ما تكون أوضة اللى ورا القصر اللى فيها لعبنا.
سمر: فكرة كويسة.
عمر: طب يلا بينا يلا يا ولاد يلا بسرعة.
وذهبوا جميعاً إلى حديقة القصر وجلسوا بها وهم يداعبون الطفل ويحاولوا تخفيف حزن ياسمين على مرض طفلها وخرجوا امام هذه الحجرة وجروا وراء بعضهم البعض بعد ان نام الطفل وأثناء ذلك وجدوا والدة عمر وسمر تقف أمامهم وكأن عينيها تدمعان فأفترق الجميع بعيداً عنها إلا عمر وسمر ولكنهم كان بإمكانهم ان يهربوا لأن المكياج يخفى ملامحهم الحقيقة ولكن الدم لا يمكن ان يكون ماء والبراءة لا يمكن أن تصبح عداء جرى عمر وسمر نحو والدتهم وهم يقولان مامااااااااا.
وارتموا فى أحضان والدتهم وهم يبكيان والأم تبكى معهم قائلة:-
الحمد لله الحمد الله أنكم رجعتوا لحضنى تانى.
ثم نادى عمر وسمر على الأطفال فتجمعوا ثانية وخرجت ياسمين من الحجرة حاملة طفلها فرحبت بهم الأم كثيراً.
وذهبوا للقصر واشترت الأم لكل طفل منهما ملابس وبعد يومان لم تحتمل الأم هؤلاء الأطفال فحاولت تدبير حيلة للتخلص من الأطفال دون أن تدفع عمر وسمر للهروب ثانية.
وفى منتصف الليل نادت الأم على كل طفل من الأطفال وأعطت لهم قطع ذهبية نقود وذلك بعد أن أبلغت الشرطة بأن أطفال الشوارع اقتحموا قصرها واصطنعت صوت الزعر الذى تستطيع أن تصطنعه جيداً ووصلت سيارة الشرطة لتأخذ الأطفال واستيقظت سمر على أثر صراخ الأطفال واستيقظ عمر أيضا وجروا نحو الأطفال نادت عليهم ياسمين وجرت حاملة طفلها وجرى ورائها رجل الشرطة فسقط الطفل منها جثة هامدة ووقت ياسمين بجانبه وهى تبكى وتصرخ.
ياسمين: ابنى أبنى متموتش وتسبني متموتش.
ثم امسكت يده وأخذت تصرخ.
ياسمين: لأ ااااااااااااا. ثم أخذها رجال الشرطة إلى سيارة الشرطة وطلب الضابط سيارة الإسعاف لتأخذ الطفل.
وبكت سمر وبكى عمر بكاءٍ لو وزع على الدنيا لملأها بكاء وأمسكت بها والدتها.
سمر: سبينى – سبيني ياريتنى ما رجعت. الشارع أرحم عليا منك أنا باكرهك باكرهك سيبنى فى حالى بقى وملكيش دعوة بيا خالص باقولك أنا باكرهك زى ما أنتي بتكرهيني، حرام عليكي أنا عملتلك أيه أما انتى بتكرهيني كده بتجبيني الدنيا دى ليه انا باكرهك وبسببك باكره الدنيا كلها وباكره اليوم اللى أتولدت فيه وجيت فيه الدنيا.
ودفعت سمر والدتها للخلف قائلة لها: سبيني سبيني وأبعدي عنى أنا باكرهم زى ما بتكرهيني باكرهك.
ثم انطلقت سيارة الشرطة والإسعاف فصرخت سمر صرخات متلاحقة ثم سقطت أرضاً مغشياً عليها (فاقدة الوعى).
ورأت وكأنها تسقط من على السحاب مع تذكرها لانهيار الأسرة.


( حيث كانت مخيلـة سمر):
كان عقل سمر شديد الارتباط بالراقصة فوق السحاب فمع كل لحظة انتصار ترى نفسها وكأنها تصعد للسحاب وترقص فوقه حتى فى لحظة موتها رأت وكأنها تسقط من فوق السحاب.

مع تذكر سمر فى غيبوبتها أن الأسرة التى جمعتها بعد عناء وشقاء قد انتهت وتدمرت وأصبحت أطلالاً، فارقت الحياة فارقت الحياة مع دمار وانتهاء أسرة الأطفال فى ذكرياتها الأليمة التى انتهت وأصبحت صفحة مؤلمة انطوت مع موت سمر وانتقالها إلى الرفيق الأعلى إلى جنات الخلود إلى رباً رؤوف رحيم أراد لقائها.





ثم خرج الطبيب وقال للأب والأم: البقية فى حياتكم.
الأب: منك لله منك لله أنتى السبب فى موت سمر، ينتقم منك ربنا بعدله.
الأم: حرام عليك، حرام عليك بقى أرحمنى أنت السبب مش أنا.
الطبيب: أنتوا لسه أهو زعائكم دا هو اللى سبب لها مضاعفات لأ الزعاء دا فكرها بكل ذكرياتها الأليمة فماتت ربنا كان مصبرها كتير عليكم إذا كنتم فى المستشفى بتعملوا كده أمال فى البيت بتعملوا ايه والله ربنا كان مصبرها عليكم.
وسمع عمر كل هذا الشجار وبكى كثيراً عندما علم بموت سمر ثم تذكر سمر عندما أنقذته هو والأطفال من المعلم من خلال حيلة ماكرة وعندما انقذته من لدغة الثعبان.
عندما ضربت سمر المعلم لتهرب من بين مخالب الموت وعادت إلى الأطفال والدماء تنزف من فمها وعلى جسدها أثار ضرب شديد.
عمر: أيه اللى عمل فيك كده يا سمر؟
ونجحت كل خطط سمر وفشلت فى النهاية بسبب معرفة المعلم انها أنس وليست جان من خلال إعلان الجرائد والصحف والمجلات وهربوا من المعلم إلى المسكن المهجور وهناك لدغ الثعبان عمر فقامت سمر بربط قدمه من فوق مكان اللدغة وأخرجت السم من  قدم عمر بفمها ثم قامت بتطهير قدمه من السم وتطهير المنزل من الثعابين والحشرات عن طريق الشيح والبودرة.
وترك عمر ذكرياته وقال لنفسه: معقول سمر ماتت، ماتت ثم  صرخ: لأااااااااا .. 
  وفر هارباً للشارع تاركاً والديه.







إلى اللقاء أصدقائى وأحبابى فى الجزء الثانى من من فضلك إعدل الصورة مع عودة سمر .

هناك 10 تعليقات:

  1. ALAA-SH
    بصراحه انا عاجز جدا على ان اعلق على هذه الروايه يكفى ان تكون دموعى معبره عن مدى حزنى وتاثرى بهذه الروايه ولكنى سالت نفسى ماذا كنت سافعل لو كنت مكانهم
    فهى تجسد الواقع الاليم الذى تعيشه الاسر وبالطبه ينعكس بالسلب على ابنائهم ويكونون هم الضحيه لذلك
    اتمنى من الله يااستاذه مهجه ان يحعلك دائما نبراسا للكتابات الادبيه
    مع تحيات
    ِALAA-SH
    واسال الله ان يجعلك دائما من الناجحين والمتفوقين
    وننتظر منك المزيد من كتاباتك الرائعه

    ردحذف
  2. أشكرك صديقنا الغالى استاذ علاء محمود
    وأشكرك كثيراً لدعواتك الطيبة
    أسأل الله أن يستجيبها لنا جميعاً
    مع وافر تحياتى وتقديرى .

    ردحذف
  3. ما احلي الرقص فوق السحاب
    حيث لا مكان ولا أسباب
    فقط قلب وقلب دون حجاب
    وإنتفت علة الشوق والغياب
    فتألفا كما الماء والسكر المذاب
    (بعض كلمات بسيطة تقديرا لموهبتكم الفذة)
    فتقبلوها مني
    وفقكم الله
    حسام يوسف

    ردحذف
  4. شـــــاعرنا الررررررائع حسام يوسف
    أشكرك كثيراً على كلماتك الجميلة الطيبة
    دمت ودامت أبدعاتك
    مع وافر تحياتى وتقديرى.

    ردحذف
  5. أنت مهجة سيدة الرواية العربية و صاحبة الأدب الراقي ﻻ يستطيع من قرأ روايتك أن يخرج من عالمها الرائع فكلها رموز و دلالات تزيد أدبنا رونقا و جمالا

    لك مني كل التقدير

    فيصل بن محمد الشفاقي
    شاعر المملكة المغربية

    ردحذف
  6. شاعرنا المبدع الراقى فيصل بن محمد الشفاقي
    لا أرقى إلا بكم
    أشكرك كثيراً على طيب كلماتك الجميلة
    مع أطيب التحيات وأوفى التقديرات

    ردحذف
  7. رواية رائعة جدا ..... ربنايوفئك

    ردحذف
  8. أخى الجميل أيمن
    الرررررائع هو أنت
    لك كل شكرى وتقديرى

    ردحذف
  9. كاد اللسان ان ينطق بمدحك فخشى الا يستطيع اكمل وصفك وكاد القلب ان يصرخ بنبضه فخشى الا يكون عاجزآ بمدحك فانا اقول انتى مهجة الادب العربى والغربى والشرقى اخشى الا اكون عجزت التقدير فانتى مهجة الادب العالمى

    ردحذف
  10. أشكرك كثيراً على روووووووووووعة كلماتك التى أرى أننى اقل منها بكثير أخى الراقى محمد ممدوح
    فكل الرووووووووعة والرقى تكمن فيكم أحبابى وفى محبتكم المتالقة وقلوبكم التى تنبع بالسمو والصفاء ..
    دمت فى رقى وسعادة وتميز صاحب مزمار من مزامير داود عليه السلام .
    تحياتى ومودتى ..

    ردحذف